價格:免費
更新日期:2014-07-14
檔案大小:4.7M
目前版本:1.0
版本需求:Android 2.2 以上版本
官方網站:http://www.eshrakatalquran.com/
Email:eshrakatalquranweb@gmail.com
聯絡地址:隱私權政策
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول رب العالمين لكل العالمين محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، وأنصاره وأحبابه، ومن تبعهم بإحسان، وبعد:
فإن الله تعالى يوم خلق هذه البشرية لم يتركها سدى، ولم يدعها تتخبط في غير هدى، ولكنه سبحانه لم يزل يرعاها بلطفه وكرمه، ويهديها بواسطة رسله وكتبه، أمة بعد أمة، وجيلًا بعد جيل، حتى إذا شاء لتلك السلاسل المباركة أن تتوقف، ولتلك الكتب والصحف أن تختتم، طَبَعَها سبحانه بِطَابع الكمال والتمام، وتَوَّجَهَا بتاج النور الذي لا يرام، فكان ختامه مسكًا ليس له نظير وهو القرآن الكريم، وختم الرسل بالسراج المنير محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين، قال تعالى: )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)( الأحزاب: الآيتان:45، 46 وقال تعالى: )وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ( الأحزاب "40" ، ومن الكتب )كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ( سورة هود، الآية: "1" وقال تعالى: )وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ( المائدة "48".
وبمثل هذا الاختيار، تم اختيار الأصحاب والأنصار، فكانوا للنبي صلى الله عليه وسلم أعوانًا، وللدين حماة وأنصارًا، وقد علموا منذ آمنوا أن النور الذي أوتوه، والكتاب الذي ورثوه، إنما أنزل لأمر عظيم، وشأن خطير، فأقبلوا عليه تالين، ولآياته متأملين، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، ووقفوا عند حدوده فكان لهم المحرك والدافع، والزاجر والمانع في جميع شئونهم، وسائر أحوالهم وأفعالهم، حتى لكأن أحدهم قرآن يمشي على الأرض، إذا أبصرته قلت: هذا هو الإسلام
أجل... إنهم قد أحسنوا التعامل مع القرآن... قرءوا الآيات وحفظوها، ثم تدبروها حتى فهموها، ثم طبقوا ذلك في واقع حياتهم، فأنجزهم الله تعالى ما وعدهم، فكان منهم ما كان من الحضارة والرقي، مما شهد به الزمان والمكان.
فالانطلاق الإسلامي، أو التغيير الإسلامي الكوني، كان وراءه القرآن الكريم.. وهذا سر نجاحه الذي جعله، خلال القرن الأول يمتد في العالم المعروف آنذاك كله، أما بقية العالم فبقي وكأنه في منطقة شبه الظل، يستظل من القرآن وتعاليمه، داخل الأمة الإسلامية..
أما بعد أن بدأت تتقلص فلسفة القرآن الكريم، وتتقلص دعوته، فإن الأمة الإسلامية انتهت إلى أمم أشبه بالمغول والتتار، تقاتل بلا فلسفة وبدون وعي، وانتهى الأمر إلى ما انتهينا إليه.
ولكي نعود إلى ديننا، لا بد أن نعود إلى القواعد التي انطلقنا منها قديما من القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
وهذا الْجَزْرُ والانحصار الذي حصل بعد المد والانطلاق، إنما حَدَثَ نتيجة لتقلص الفلسفة القرآنية، والأنظمة القرآنية، والأنظمة والمعاني النبوية الصحيحة، وشيوع عادات ومرويات ضعيفة، جعلت الأمة الإسلامية لا تتمثل كتاب ربها الذي نزل.
نريد أن نعود إلى القرآن الكريم وننشغل به، ليكون محور حياتنا، أما العدد الأكبر من السنن والاختلافات الفقهية، فهو للمتخصصين يدرسونه ويمحصونه.
ونحن في هذا الطرح نحاول أن نقدم رؤية لكيفية التعامل مع القرآن على أنه كتاب كوني يوازي الكون كله فبما فيه من علوم إنسانية وتجريبية وكونية وأنه يوجه العقول والقلوب إلى التفكر والتفكير بوعي وإدراك حتى يعبدوا الله على بصيرة.
إنه يجب أن لا يغيب عن بصائرنا أبدا: الهدف الأساسي الذي لا بد منه وهو كتابنا القرآن الكريم الذي يكاد يضيع منا، فأكثر المسلمين اليوم يستمعون القرآن تطريبا وموسيقى من كبار القارئين، ونسمعه بِتَبَلُّدٍ لأننا نريد أن نتلاقى على مجالس تأوهات وإعجاب بالأصوات، وانتهى الأمر... أما أن ينطلق القرآن كتابا مُحَرِّكًا للحضارات، فقد غاب عنا هذا كله لأننا اشتغلنا بغيره، وهذا ما لا يرضاه لنا ربنا في قرآننا وفي ديننا.